/ / دعوةُ بنكيران إلى "التمييز الإيجابِي" تذكِي مخاوفَ الطلبة الأساتذة

دعوةُ بنكيران إلى "التمييز الإيجابِي" تذكِي مخاوفَ الطلبة الأساتذة

دعوةُ بنكيران إلى "التمييز الإيجابِي" تذكِي مخاوفَ الطلبة الأساتذة
السبت 08 يونيو 2013 - 16:00
"فلتسمحْ لِي السيد وزير التربية الوطنية أن أخبركَ إن هم طلبُوا منك أن تفعل المساواة ألا تلقي بالاً، أصغِ إليَّ جيداً، أطلبُ منك، حينَ العمدِ إلى تعيين الرجال والنساء، أن تبعث الرجال إلى البوادِي والقرى النائيَة، أمَّا النساء فاتركهن قربَ آبائهن، وذَرنِي أنَا أتحملُ المسؤوليَّة"، لم تكنْ هاته الدعوَة التِي وجهها رئيسُ الحكومة، في إحدَى الجلسات بالبرلمان، أن تمُرَّ مرورَ الكرام على انتباه الطلبَة الأساتذَة المقبلِين على التخرج، لتعلقها بمكان عملهم السنَة القادمة.
فَإنْ كانَت دعوة بنكيران لوزيره في التربية الوطنية محمد الوفَا، الذِي حرك رأسه عقبَ مخاطبة بنكيران له بما ينمُّ عن تأييد، قد أسرت طالبات كثيرات يحدوهن الأمل في عدم الابتعاد عن الاهل، فإنَّ عدداً من الطلبَة الأساتذَة يتوجسونَ، مع قربِ نهايَة السنة التكونيَّة، من أن يسفرَ تطبيق مبدأ التمييز الإيجابي عن تعطيل ثقافة الاستحقاق، التِي يريودنها فيصلاً، دونَ سواها، في المسطرة المؤطرة لتعيينات الوزارة الوصيَّة.
الطالبَة الأستاذَة فاطمة الشبة، بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالقنيطرة، ترفضُ دعوة بنكيران، لما فيها من فرض للوصاية على المرأة، فضلاً عن كونها صادرةً عن فكرة تقليديَّة لا ترَى مكاناً للمرأة إلَّا قرب منزلها، وألا تعيش إلا في كنف عائلتها أو أخيها، فيما أضحت المرأة، في الواقع بعد ولوجها إلى الشغل، مدعوة إلى تحمل مسؤولياتها، مما لا بأس معه من الاشتغال بأيَّة منطقة من مناطق المغرب. ففي ذلك، تقول فاطمة، ما يساعدُ على إغناء تجربتها وتكوين شخصيتها، حين تلتقِي أناساً آخرين، وتعيشُ في وسط وثقافة مختلفين عما عهدته في بيتها. واِكتساب طريقة تدبير الأمور الشخصية والعملية بشكل مستقل.
أمَّا الطالبات الأستاذات اللائِي راقت لهنَّ دعوةُ بنكيران إلى التمييز الإيجابِي في التعيينات، فيكرسن حسب الطالبة الأستاذة في شعبَة الفلسفة فكرة نمطيَّة حول المرأة واستكانتها، وتوقفها الدائم على الأخ والأب والزوج، بحيث أنَّ المرأة تغدُو إذ ذاك، امرأة ترتضِي من منطلق التسليم بمقتضيات العصر أن تعمل إلى جانب الرجل وتريد في الآن ذاته أن تعامل كـ"وليَّة"، لأنَّ ثقافَة الاستحقاق هيَ التِي يفترضُ أن يتمَّ اللجوء إليها في حال كان هناك منصبٌ شاغر في منطقة من المناطق، لأنَّ المسألة تتعلق بقدرات "وفي حال وجدُوا أننِي أملك، بصفتي امرأة، قدرات أكبر على أداء واجبي في منطقة معينة، فلا مشكلَ لديَّ مع التعيين".
رأيُ فاطمة، يشاطرهُ أيضاً، زميلها فِي المركز نفسه، مصطفَى إدريسِي، الذِي يرفضُ دعوة حكومة تقولُ إنها تعملُ على إرساء ثقافة تكافؤ الفرص، إلى إعمال مبدأ التمييز الإيجابِي الذِي ينظرُ إلى المرأة كما لو أنهَا غيرُ قادرةٍ على تحمل مسؤولياتهَا، بعدما دخلت غمار العمل إلى جانب الرجل.
وحبذَ مصطفَى في المقابل، أن تعتمدَ الوزارة الوصيَّة في التعيينات المقبلة، مبادئ الاستحقاق، والترتيب المحرز فِي امتحانات المراكز الجهويَّة لمهن التربية والتكوين، عوضَ اعتماد إجراء يقوم على جنس الطالب الأستاذ، لا ما فِي جعبته من كفاءة يسخرهَا لخدمة منظومة التعليم.
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بك /بكى كعضو لمشاركتنا الاراء و الافكار

ألارشيف